الدكتور محمد القضاة *
تفيد إحصائيات منظمة الصحة العالمية ان أعداد الأطفال الذين يعانون السمنة المفرطة قد تضاعف بمقدار خمس مرات خلال الأربعين سنة الماضية ، ولا يعزى ذلك إلى تحسن النمط الغذائي مثلما يشاع ، بل إن تبدل أساليب الحياة في المجتمعات الحديثة الى درجة انخفض معها معدل ساعات الحركة والنشاط لدى الأطفال بعد سن الخامسة تحديداً وتغير معه نمط الغذاء بدخول الكثير من المواد الدهنية والسكرية ، مع أنها لا تعود بمردود غذائي أفضل على صحة المستهلك ، مقارنة مع تلك الأنماط الطبيعية التي كانتسائدة قبل التغيرات الجذرية التي طرأت على الإنتاج الزراعي والمواد الغذائية بصورة عامه .
إذاً فالامر يتعلق قبل شي بعادات سيئة وجد الاطفال انفسهم مجبورين عليها ، ويصعب التخلص منها يرتبط بعادات العمل واساليب السكن وتغيرات البيئة ، فلم يعد الطفل في مرحله الصبى وبداية المراهقة قادراًعلى تصريف الكثير من طاقته في الركض أو السير لمسافات طويله أو اللعب حتى ساعه متأخرة من الليل معأقرانه . وصارت عادات النوم المبكر بعد وجبة غنية أو القيلوله الاجبارية أو الجلوس أمام شاشات التلفاز أو العاب الفيديو لساعات طويله في الانماط السائدة في جدول النشاط اليومي لاعداد هائلة من الاطفال .
ويصرح الكثيرون من الاباء بعدم قدرتهم واختفاء جرأتهمعلى إثارة الامر مع طفلهم السمين ، خوفاً على توازنه النفسي ، كما لا يملكون الكثير من الحلول الجذرية ، لتقيدهم بأنماط سلوكية يومية لا تتيح لهم اخراج اطفالهم من مازق العادات المفروضة عليهم ، والتي لا تتفق على الاطلاق مع طبيعة الطفولة الحقه التي خلقت للنشاط والمرح والتفتح في أحضان الطبيعة .